عبده بلان: لا نقبل التمويل الخارجي وأوروبا لا تعطي زكاة لأحد
3/8/2009
العرب اليوم -الدائرة الثقافية
استطاع أن يؤسس لظاهرة ثقافية متميزة, من خلال جمع الرواد والمبدعين العرب في الأقطار العربية كافة, يريد ان يوحد العرب من خلال الإبداع ومجال الريادة وان لم تستطع ان توحدهم السياسة والقواسم المشتركة, عبده بلان صاحب ومؤسس فكرة مهرجان وملتقى الرواد والمبدعين العرب وأمينه العام يتحدث بصراحة لـ العرب اليوم
* بداية من أين جاءت فكرة الملتقى ومن صاحب تلك الفكرة?
- أنا أعمل في المجال الالكتروني وفي مجال الشاشات الضوئية, وأقوم بصنع الشاشة الضوئية لكني لست خريج برمجة التي تحتاج إلى برامج وعندما احتاج شيئا ابعثه إلى أوروبا ويرسلون البرنامج الخاص لكل شاشة ويأخذون 5 آلاف دولار بالمقابل, ويعمل عندي مهندس مصري وأحسست ان بإمكانه عمل البرنامج ولديه محاولات عديدة لكنه لم يتمكن من تحقيق هذا البرنامج وبالصدفة عام 1997 كنت اعمل شريط كاسيت لمطرب تونسي ومعه اثنان موسيقيان على الكمنجات وكان احد الموسيقيين خريج برمجة في تونس وأهمل البرمجة لأنه لا يوجد عمل فانشغل في الموسيقى واجتمع هذا الشاب مع المهندس المصري الموجود في مكتبي وأنجزا هذا البرنامج في غرفة الكمبيوتر و طبعت البرنامج في الهيئة العربية للتصنيع في مصر وكلفني 83 جنيها مصريا ما يعادل 15 دولارا من هنا أتت الفكرة, ان هذا المهندس المصري عنده محاولات عديدة للوصول إلى البرنامج ولم يستطع, وشاب تونسي أهمل تخصصه لعدم وجود عمل وعمل في غير تخصصه وعندما اجتمع الاثنان في نفس التخصص البرمجي أنجزا هذا العمل الذي يكلفني آلاف الدولارات في أوروبا فقلت لماذا لا اجمع هذه الطاقات العربية في مجال الكمبيوتر لينهضوا في مجالهم وبعد ربع ساعة تطورت الفكرة وقلت لماذا في الكمبيوتر فقط لماذا لا يكون بالابتكارات العلمية أو بالأدب أو بالمسرح أو في جميع المجالات في الوطن العربي.
وطرحنا الفكرة في البداية وكوني مقربا من قامة عربية كبيرة اسمها سعد الدين وهبي رحمه الله فعرضت عليه الفكرة وبلورناها واجتمعنا مع الدكتور عصمت عبد المجيد أمين عام جامعة الدول العربية في ذلك التاريخ و عندما اطلع على ملف المؤتمر قال بميثاق الجامعة لا يوجد تعاون مع أشخاص لكن أيضا لا يمكن ان ارفض عمل من هذا النوع كونها فكرة سباقة وأعطتنا الرعاية الدائمة لهذا المؤتمر وعقدت الدورة الأولى في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات وفي الدورة الأولى كان السيد أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى وزير الخارجية الوحيد الذي دعا الوفود إلى حفل شاي تقديرا لهذا العمل القومي في وزارة الخارجية.
والدورة الثانية استضافنا الأمين العام في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تقديرا لهذا العمل وبعد استمرارنا لنجاح هذا المهرجان اتفقت اللجنة العليا ان يعقد كل سنة في دولة واستضافتنا في 2008 الجمهورية العربية السورية في الدورة الثالثة للمؤتمر برعاية كريمة من الرئيس بشار الأسد.
وبمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية ومدى الترابط الأردني الفلسطيني استضافت المملكة الأردنية الهاشمية الدورة الرابعة نيابة عن القدس وتم التعاون مع وزارة الثقافة وتشرفنا برعاية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني للدورة الرابعة في عمان حيث تقام الدورة من 5/12-7/12 في الأردن تحت اسم دورة القدس
* الدورة الرابعة تقام في عمان ما هي النتائج التي حققتها الملتقيات الثلاث السابقة?
- نحن بداية كان طموحنا أن يلتقي كل المبدعين والرواد العرب ببعضهم البعض ونحن نملك ملفات للدول العربية ونسلمها للسفراء العرب في دولة الانعقاد ونطلب احد عشر مجالا لهذه السنة و نسلم الملفات لكل دولة بإحد عشر مجال والدولة تقوم بترشيح الأسماء إضافة إلى لجان الملتقى في الدول العربية حتى يصبح الترشيح من قبل الحكومة.
وفي مجال الاختيار يوجد أناس يستحقون المشاركة غير مقربين من الدولة أو من الوزارة فنحن يوجد لدينا لكل دولة لجنة للاختيار غير لجنة الحكومة, ففي الأردن تتكون اللجنة (مشكلة من الدورة الأولى) منها فخري قعوار والدكتور فتحي جروان في الابتكارات العلمية والسيد محمد العلاونه في الابتكارات العلمية وفي الصحافة جلال الرفاعي وفي اللجنة العليا العامة في القاهرة من الأردن الدكتور نبيل الشريف والفنانة سميرة خوري والصحافية ليما نبيل و الفنانة التشكيلية سامية الزرو والفنان عبد الكريم القواسمة والفنانة نادرة عمران والفنان حابس العبادي
ذكرت جامعة الدول العربية, هل هي الجهة الداعمة لهذا الملتقى?
- داعمة معنويا فقط.
* إذن من هي الجهة الداعمة?
- إذا تكلمت سيصبح الانتقاد كبيرا و نحن في زمان لا يصدق احد بأنك تضحي, نسوا الذين ماتوا من اجل الوطن في فلسطين والشام ومصر والأردن وبكل الدول العربية, عندما يرونك تضحي لا يقولون انك من هذه الأمة ويقولون ما هي مصلحته, أنا بدأت هذا العمل اصرف شخصيا عليه, ومن الدورة الماضية بدأنا نعتمد على سبونسر وبدأت تعرف أهداف المهرجان, كنت أنا اصرف على هذا المهرجان واعتبر نفسي الرابح لأنني صرفت فقط 120 ألف دولا وهو يكلف أكثر من مائه ألف.
ولدينا لجان في الدول العربية وهذا رأس مال ومن يعطيني الدعم هم الأشخاص الذين يغطون من وقتهم ويعملون اتصالاتهم ويستخدمون بيوتهم وبدون مقابل و هناك أشخاص تضحي مثلي.
* يأتي المبدعون من كافة الأقطار العربية ويتم الاحتفال بهم ويتم التلاقح الفكري بين الأجيال و الكفاءات العربية من الأقطار ومن ثم ينفض هذا الملتقى وكل شخص يذهب إلى غايته.هل هناك لجان للمتابعة?
- هناك نقطة نوقشت قبل ذلك بأن هؤلاء يأتون ويتحدثون ويمشون, نحن عندما نراسل الدولة العربية و يبعثون لكل رائد استمارة ونطلب منه في الاستمارة ورقة في مجاله على المستوى القومي يوضح فيها أفكاره للنهوض بها. وتناقش هذه الأوراق في الاجتماعات التي تخرج منها القرارات بما يخص الرواد العرب, فالمؤتمرات والندوات يتم تصويرها وعندنا إدارة التنسيق و المتابعة وهذه الإدارة تطلع على توصيات ما صدر من كل مؤتمر.
* هل يستطيع ان يتبنى الملتقى مشاريع أو ابتكارات أو إبداعات?
- نحن بالكاد نغطي ملتقانا و نتمنى ان نجد كل التغطيات للملتقيات المقبلة.
* هذه الضجة الإعلامية حول الملتقى ألم تستفز الجهات الخارجية لدعم الملتقى?
- أنا رجل لا اقبل صحافيا أجنبيا ان يدخل المؤتمر ولا اقبل تمويلا خارجيا وقد عرض علي من عدة مؤسسات غير عربية لتمويل هذا العمل و لا احد يعطي زكاة, وأوروبا لا تعطي زكاة ونحن مؤمنون بعقول هذه الأمة وإذا أردنا ان نكبر لا نكبر إلا بأفكار أبناء هذا الوطن, بإمكانياتهم القليلة وعقولهم الكبيرة التي تعمل على نهضة هذه الأمة.
................................
العرب اليوم رابط